شريط الأخبار

أَفْضَلُ الأَعْمالِ التِي يُمْكِنُ أَنْ نَتَقَرَّبَ بِهَا إِلى اللهِ

سليمان أبو ستة - خطيبٌ بِوَزارةِ الأَوْقاف منذ 0 ثانية 2939

قالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «أَحَبُّ الأَعْمَالِ إلى اللهِ سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلى مُسْلِمٍ» [أخرجه الطبراني]، وَهَذا الحَدِيثُ العَظِيمُ يُبَيِّنُ لَنا سَعَةَ المَيادِينِ التِي يُمْكِنُ أَنْ نَتَقَرَّبَ بِها إلى اللهِ تَعالى، عَبْرَ الأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ المُتَنَوِّعَةِ، وَتَرْجَمَتِهِ العَمَلِيَّةِ فِي وَاقِعِنا اليَوْمَ سَتَكُونُ مُفاجِئَةً لِكَثِيرٍ مِنَ المُسْلِمِينَ، وَمِنْ هَذِهِ الأَعْمَالِ:

- المُسَاهَمَةُ فِي التَّقَدُّمِ الصِّحِّيِّ؛ لِأَنَّ التَّقَدُّمَ فِي قِطاعِ الصِّحَّةِ يُخَفِّفُ آلَامَ المَرْضَى، فَيُدْخِلُ السُّرُورَ عَلَيْهِم وَعَلى ذَوِيهِم، وَهَذِهِ المُساهَمَةُ مُتَبايِنَةُ المُسْتَوَياتِ، فَبِالإِضَافَةِ إِلى التَّقَدُّمِ الصِّحِّيِّ كَمَنْظُومَةٍ مُتَكامِلَةٍ تَقُودُها الدَّوْلَةُ كَكُلٍّ يُمْكِنُ أَنْ يُساهِمَ الإِنْسانُ فِي التَّقَدُّمِ الصِّحِّيِّ مِنْ خِلالِ التَّفَوُّقِ فِي أَحَدِ التَّخَصُّصَاتِ الطِّبِّيَّةِ، أَوْ إِتْقانِ الصَّيْدَلَةِ وَاخْتِراعِ دَوَاءٍ لِمَرَضٍ مُزْمِنٍ، أَوْ بِناءِ مُسْتَشْفَى، أَو اخْتِراعِ جِهازٍ طِبِّيٍّ والتَّبَرُّعِ بِهِ لِصالِحِ مُؤَسَّسَةٍ طِبِّيَّةٍ، أَوْ مُطالَبَةِ الدَّوْلَةِ بِتَحْقِيقِ التَّقَدُّمِ الصِّحِّيِّ وَحَثِّ النَّاسِ عَلى المُطالَبَةِ بِهِ، أَوْ تَطْوِيرِ الأَدْوِيَةِ الشَّعْبِيَّةِ وَنَشْرِ ثَقَافَتِها وَتَعْلِيمِها لِلْنَّاسِ، وَالحَثِّ عَلى الاهْتِمَامِ بِسُبُلِ الوِقايَةِ مِنَ الأَمْرَاضِ المُخْتَلِفَةِ، وَالاهْتِمَامِ بِالْرِّيْاضَةِ وَالغِذَاءِ السَّلِيمِ، وَالبُعْدِ عَن الضَّغْطِ النَّفْسِيِّ، وَكُلُّ ذَلِكَ يُدْخِلُ السُّرُورَ عَلى المَرْضَى.

- مُحَارَبَةُ الفَقْرِ وَالبَطَالَةِ وَالجُوْعِ وَالحِرْمَانِ: فَعِنْدَما تُوَفِّرُ لِجَائِعٍ وَجْبَةَ طَعَامٍ تُدْخِلُ السُّرُورَ عَلَيْهِ، وَعِنْدَما تَمْنَحُ عاطِلاً فُرْصَةَ عَمَلٍ تُدْخِلُ السُّرُورَ عَلَيْهِ، وَعِنْدَما تَدْفَعُ لِفَقِيرٍ رُسُومَ الدِّرَاسَةِ الجامِعِيَّةِ تُدْخِلُ السُّرُورَ عَلَيْهِ، وَعِنْدَما تَشْتَرِي حَقِيبَةً مَدْرَسِيَّةً لِطَالِبٍ مَحْرُومٍ تُدْخِلُ السُّرُورَ عَلَيْهِ، وَعِنْدَما تُوَفِّرُ ثَمَنَ وَقُودِ التَّدْفِئَةِ لِعَائِلَةٍ بَائِسَةٍ تُدْخِلُ السُّرُورَ عَلَيْهَا، وَعِنْدَما تَبْنِي مُؤَسَّسَةً تُيَسِّرُ الزَّوَاجَ لِأَلْفِ شابٍّ سَنَوِيَّاً تُدْخِلُ السُّرُورَ عَلَيْهِم، وَعِنْدَما تَبْنِي مَصْنَعَاً يُشْغِلُ أَهَالِيَ حَيِّكَ الفُقَرَاءَ تُدْخِلُ السُّرُورَ عَلَيْهِم، وَعِنْدَما تُوَفِّرُ المِياهَ النَّظِيفَةَ لِأَهْلِ قَرْيَةٍ مَحْرُومَةٍ تُدْخِلُ السُّرُورَ عَلَيْهِم، وَعِنْدَما تُعَلِّمُ رَجُلاً بَسِيطَاً حِرْفَةً نَوْعِيَّةً يَرْتَزِقُ بِها تُدْخِلُ السُّرُورَ عَلَيْهِ.

- المُسَاهَمَةُ فِي اسْتِقْلالِيَّةِ القَضَاءِ وَتَرْسِيخِ الحُرِّيَّةِ وَتَكْرِيمِ الإِنْسَانِ وَمُحَارَبَةِ الاسْتِبْدَادِ؛ ذَلِكَ أَنَّ نُصْرَةَ مَظْلُومٍ واحِدٍ، أَوْ تَكْرِيمَ إِنْسانٍ واحِدٍ، أَوْ ضَمَانَ حُقُوقِ إِنْسانٍ واحِدٍ، يُدْخِلُ عَلَيْهِ سُرُورَاً هَائِلاً، وَهَذا مِنْ أَفْضَلِ الأَعْمالِ، فَما بَالُكَ بِنُصْرَةِ كافَّةِ المَظْلُومِينَ، وَحِمايَةِ كافَّةِ الضُّعَفَاءِ، وَتَكْرِيمِ كافَّةِ المُوَاطِنِينَ.

- التَّقَدُّمُ التَّعْلِيمِيُّ وَالصِّناعِيُّ وَالزِّرَاعِيُّ وَالإِدَارِيُّ: أَنْ تُوَفِّرَ لِإِنْسانٍ واحِدٍ فُرْصَةً جَيِّدَةً لِتَعْلِيمٍ مُتَقَدِّمٍ فَهَذا يُدْخِلُ السُّرُورَ عَلَيْهِ، وَأَنْ تُمَكِّنَ صاحِبَ مَصْنَعٍ مِنْ تَطْوِيرِ صِنَاعَتِهِ لِتُصْبِحَ الأَفْضَلَ فِي العَالَمِ فَهَذا يُدْخِلُ السُّرُورَ عَلَيْهِ، وَأَنْ تُوَفِّرَ لِمُزَارِعٍ واحِدٍ فُرْصَةً لِتَطْوِيرِ أَدَائِهِ الزِّرَاعِيِّ وَزِيادَةِ إِنْتاجِهِ فَهَذا يُدْخِلُ السُّرُورَ عَلَيْهِ، وَأَنْ تُوَفِّرَ لِلْمُوَاطِنِ خَدَمَاتٍ عامَّةً فِي غايَةِ الجَوْدَةِ فَهَذا يُدْخِلُ السُّرُورَ عَلَيْهِ، فَما بَالُكَ بِتَوْفِيرِ فُرَصِ تَعْلِيمٍ جَيِّدَةٍ لِكَافَّةِ الرَّاغِبِينَ، وَتَطْوِيرِ الصِّنَاعَةِ لِكَافَّةِ أَصْحَابِ المَصَانِعِ، وَتَطْوِيرِ الزِّرَاعَةِ لِكُلِّ المُزَارِعِينَ، وَتَوْفِيرِ الخَدَمَاتِ العامَّةِ الجَيِّدَةِ المُيَسَّرَةِ لِكُلِّ المُوَاطِنِينَ.

- تَأْسِيسُ النِّقَابَاتِ وَالجَمْعِيَّاتِ الأَهْلِيَّةِ وَالمُؤَسَّسَاتِ الخَيْرِيَّةِ: فَأَنْ تَحْمِيَ حُقُوقَ سائِقٍ واحِدٍ أَوْ صَيْدَلِيٍّ واحِدٍ أَوْ نَجَّارٍ واحِدٍ أَوْ صَحَفِيٍّ واحِدٍ فَهَذا يُدْخِلُ السُّرُورَ عَلَيْهِ، فَكَيْفَ بِنِقَابَةٍ تَحْمِي حُقُوقَ كافَّةِ السائِقِينَ، أَوْ كافَّةِ الصَّيَادِلَةِ، أَوْ كافَّةِ النَّجَّارِينَ، أَوْ كافَّةِ الصَّحَفِيِّينَ؟، وَإِذَا كانَتْ مُسانَدَةُ أَصَمٍّ واحِدٍ تُدْخِلُ السُّرُورَ عَلَيْهِ، فَكَيْفَ بِجَمْعِيَّةٍ تُسانِدُ آلافَ الصُّمِّ فِي بَلَدٍ مَا؟، وَإِذَا كانَتْ رِعَايَةُ مَوْهُوبٍ واحِدٍ تُدْخِلُ السُّرُورَ عَلَيْهِ ثُمَّ عَلى مَلايِينِ النَّاسِ بِإِنْجَازَاتِهِ العَظِيمَةِ، فَكَيْفَ بِرِعَايَةِ آلافِ المَوْهُوبِينَ؟.

وَكُلُّ هَذِهِ الأُمُورِ هِيَ مُجَرَّدُ أَمْثِلَةٍ بَسِيطَةٍ يُمْكِنُ أَنْ نَجِدَ لَها مِئاتِ الأُمُورِ المُشابِهَةِ فِي مُخْتَلِفِ تَفاصِيلِ حَياتِنا؛ لِيَتَحَوَّلَ الإِسْلامُ إِلى أَعْظَمِ مُحَفِّزٍ لَنا لِلْتَّطْوِيرِ وَالإِبْدَاعِ.

مقالات مشابهة

أَفْضَلُ الأَعْمالِ التِي يُمْكِنُ أَنْ نَتَقَرَّبَ بِهَا إِلى اللهِ

منذ 0 ثانية

سليمان أبو ستة - خطيبٌ بِوَزارةِ الأَوْقاف

"وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِّسَانِي"

منذ 1دقيقة

أ. نصر فحجان - خطيبٌ بِوَزَارَةِ الأَوْقَافِ

الانْفِصَامُ النَّكِدُ بَيْنَ العِبَادَاتِ وَالمُعَامَلَاتِ

منذ 2 دقيقة

أ. وفا محمود عياد - خطيب بوَزارة الأوقاف

المَسْجِدُ الخَدَماتِيُّ!!

منذ 4 دقيقة

أ. نور رياض عيد - خطيبٌ بوَزارةِ الأوْقاف

الوسائط

هدفنا الارتقاء بأداء العاملين في إدارة المساجد وتطوير الأنشطة المسجديةإقرء المزيد عنا

كُن على تواصل !!

آخر الأخبار

أَفْضَلُ الأَعْمالِ التِي يُمْكِنُ أَنْ نَتَقَرَّبَ بِهَا إِلى اللهِ

منذ 0 ثانية2939
"وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِّسَانِي"

منذ 1دقيقة9911
الانْفِصَامُ النَّكِدُ بَيْنَ العِبَادَاتِ وَالمُعَامَلَاتِ

منذ 2 دقيقة4678
Masjedna © Copyright 2019, All Rights Reserved Design and development by: Ibraheem Abd ElHadi